بيان الدعوة السلفية بشأن الأحداث (1)
الحمد لله، الصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد قال الله -تعالى-: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ).
لا يخفى على أحد ما حدث بعد مظاهرات الأمس مِن تخريبٍ للمُمْتلكات العامَّة والخاصَّة، وعملياتِ سَلْبٍ ونَهْبٍ تُعَرِّضُ المجتمعَ كُلَّه لأعظم المخاطر، وأَيُّ مكاسبَ تحصل للأُمَّة مِن تدمير وحَرق المباني العامَّة والوثائق والمستندات، وإطلاقِ سَرَاح المجرمين، وكُلُّ هذه المصائب يُخْشَى مِن تضاعفها في حالة استمرار الفَوْضَى.
والواجب على المسلمين التعاونُ على منعِ ذلك، وحمايةِ الممتلكات العامَّة والخاصَّة، والتحذيرُ مِن التخريب والسَلْب والنَّهْب والسَّرِقات والاعتداءِ على الناس، وأَوْلَى الناسِ بذلك هم الصالحون مِن أبناء كُلِّ حَيٍّ؛ الذين يجب عليهم جميعًا التعاونُ والاجتماعُ على النَّهْي عن هذه المنكَرَات ومَنْعِها، ولْنُذَكِّرِ الناسَ بأنَّ الأموالَ العامَّةَ ليست مُبَاحَةً، بل هي أعظم حُرْمَةً مِن الأموال الخاصَّة.
قال الله -تعالى-: (وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)؛ فيجب على كل مَن أخذ شيئًا مِن أموال المؤسسات العامَّة أو مِن الأشياء الموجودة فيها أن يَرُدَّهُ، ويَحْرُمُ الانتفاعُ به لشَخْصِهِ أو أُسْرَتِه، ولْنُذَكِّرِ الناسَ بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ).
ولْيَجْتَهِدِ الصالحون مِن أبناء كُلِّ حَيٍّ في التواجد في مجموعات -لا فُرَادَى- لحماية الممتلكات قَدْرَ الإمكان؛ ليَمنعوا الإجرامَ والاعتداءَ، وليَتصدوا لكل مَن يحاول الاعتداءَ على الأعراض والأموال العامَّة والخاصَّة، وليَحرصوا على تجنب الصِّدام والاختلاف مع بعضهم أو بعضِ المتظاهرين؛ لأنَّ غرضَنا إيقافُ الفَوْضَى ومنعُ دَفْعِ البلاد إلى هاوية مجهولة.
وفي حالة اختناق المرور ينبغي التصدي لتنظيمه، وكُلُّ هذا إلى حين استقرار الأوضاع، وفي حالة تواجد قوات الجيش لابد مِن التعاون معها وتمكينِها مِن حِفْظِ الأَمْن والاستقرار.
ونقترح كتابة لافتات تُعَلَّق في الشوارع فيها التحذير مِن الاعتداء على أعراض المسلمين وأموالهم؛ نحو: "اتقوا الله في أموال المسلمين"، و"كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعِرضه".
ونسأل الله أن يَحفظَ بلادنا وسائرَ بلادِ المسلمين مِن الفتن ما ظَهَر منها وما بَطَن.
الدعوة السلفية بالإسكندرية.
وُزِّعَ هذا البيان في صبيحة يوم السبت24-صفر-1432هـ الموافق 29-يناير-2011