أبو أنس السكندرى
الجنس : الموقع : http://www.h-alrhman.com/vb/index.php العمل/الترفيه : عبد من عباد الله المزاج : الحمد لله السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 12/12/2008
| موضوع: ماذا تريدون من مصر ؟!ّ الأربعاء يناير 14, 2009 4:10 pm | |
| ولا زال الخطاب موجها للمزايدين لا إلى الجماهير العربية التى تمثل أغلبية فى الإعتراف بحقائق الأمور فكل من وجه إتهاما بالتواطؤ أو الصمت تجاه مصر هو فى حقيقة الأمر لا يتهم مصر بل يبرئ نفسه بطريقة نابليون الأثيرة { الهجوم خير وسيلة للدفاع } فالذى يغيب عن كثيرين أن عندما تتفجر الأحداث تستيقظ الشعوب ويخشي كل عرش على عرشه وكل صاحب مصلحة على مصلحته فيبادر إلى توجيه القضية إلى اتجاه آخر ظل يزايد عليه كى يصرف النظر عن عمالته المفضوحة فلو سكت حزب الله عن اتهام مصر سيقال له أين أنت يا حامى الحمى ! ولو سكت المتبرع بدمه سيستعيد الناس تاريخه ويصبح الأمر مدعاة للحرج ! ولو سكت القائد الهمام سيستعيد مواطنوه أرضهم التى لم تتحرر منذ عام 1967 م ! ولو سكتت حماس سيستعيد الناس صراعها المتسبب فى كارثة غزة وهو صراع السلطة بينها وبين منظمة فتح وبين السلطة الفلسطينية على حساب شعبها الذى يقتل كل يوم
والذى يبعث على الضحك الأشد من البكاء أن يتصارعون فيما بينهم على سلطة لم تكن يوما بيد أحدهم , وأمام إسرائيل اختفت الرشاشات بينما ظهرت فى ضربهم لحرس الحدود المصري وفى قتالهم مع فتح التى قتلوا منها 300 فرد وقتلت فتح منهم مثل هذا العدد ويعلنوا هذه الأخبار ولا يستحون ! تماما كما أخذ عرفات أموال المعونات العربية البالغة أكثر من 100 مليون دولار من السعودية وحدها وبددوها على مكاتب المنظمة والطائرات الخاصة وحرس الشرف الذى ينتظر عرفات عقب كل رحلة " 19 " حرس شرف لرئيس دولة يوجه قواته لاعتقال أى فرد يمسك متلبسا بالقتال ضد إسرائيل .. ونعم الشرف ؟! وأتى خلفه أبو مازن ودحلان بنفس الحلل الفاخرة اللامعة والسيارات الليموزين وأرصدة البنوك الطافحة بملايين الدولارات ليشتكوا حماس وحماس تشتكيهم على شاشات الفضائيات .. بينما تهرس إسرائيل لحوم الأطفال والشيوخ فى غزة وبعد هذا كله يجد المزايدون وجها يقفون به أمام مصر ليطالبوها بالتحرك ويتهموها بالتقصير
والسؤال هنا ما هو المطلوب من مصر تحديدا تجاه الفلسطينيين وقد باع لقضية أصحابها أنفسهم ؟! سؤال لم يسأله واحد منهم لأنهم لن يجدوا إجابة .. وإن وجدوها لن يجرئوا على التصريح بها .. فبغض النظر عما قدمته مصر خلال تاريخها الطويل للقضية الفلسطينية وتحملت فى ذلك ـ ليس ضربات اليهود وحدهم ـ بل ضربات الأطراف العربية المشاركة نفسها على نحو ما حدث عام 67 م وعام 73 الذى كشف فيه الكاتب الصحفي هوارد بلوم فى كتابه عشية التدمير عن اسم الملك العربي الهمام الذى استقل طائرته إلى جولدا مائير يعلنها بموعد القتال قبل 48 ساعة من نشوبه وتسجل ملفات مؤتمر مجلس الوزراء الإسرائيلي فى ذلك الوقت اسم هذا المصدر والذى وصلت معلومات رحلته إلى المخابرات المصرية فاتخذت قرارها بتقديم موعد الحرب من الساعة السادسة مساء يوم 6 أكتوبر إلى الساعة الثانية من ظهر نفس اليوم ونسقوا مع السوريين فى ذلك قبل ضياع فرصة القتال " 19 "
وفى نفس الوقت أرسلوا البطل المصري الراحل أشرف مروان الذى غرر بجهاز المخابرات الإسرائيلي وأوهمه العمل لحسابه تحت إشراف المخابرات المصرية , أرسلوه إلى لندن ليؤكد معلومة قيام الحرب الساعة السادسة من ظهر يوم 6 أكتوبر عام 1973 م فتطمئن قلوب مجلس الوزراء الإسرائيلي أن أمامهم وقتا كافيا لتوجيه ضربة إجهاض , وبينما اجتماع مجلس الوزراء منعقد بكامله أتتهم الأنباء الصاعقة بعبور المصريين لقناة السويس الساعة الثانية ظهرا واقتحام السوريين للجولان " 20 " وبعد تلك الكوارث التى جلبتها الأطراف العربية المزايدة نفسها اتخذ السادات قراره بالإبتعاد بجيشه وترك العمل السياسي الذى استمر حتى فى فترة المقاطعة المظهرية من عام 80 حتى عام 89 م , وتقدمت مصر لرعاية سائر الإتفاقات السياسية بين الفلسطينين والإسرائيليين .. بعد أن تنازل العرب عن العنترية الفارغة وقبلوا ما أنكروه بالأمس واستمرت الجهود وفق الإمكان حتى أن أرض مصر هى التى مشت بها جنازة عرفات فى وقت تنصلت فيه كل الدول من استثارة إسرائيل بهذا الإجراء رغم أن الإتهامات ضد مصر لم تتوقف لحظة لمحاولة التوفيق بين حمقي السلطة فى صراعهم المستميت عليها ! وسكتت مصر كعادتها عن الإتهامات لأن الرد عليها أصلا يمثل استجابة لهذا الجنون المطبق وسكتت عن حماس كما سكتت عن منظمة الجهاد التى اغتالت وزير الثقافة المصري يوسف السباعى فى قبرص بدعوى خيانة مصر وسكتت عنها كما سكتت عن خدعة ملك عربي شقيق فى زمن الحرب وكم سكتت , ولكنهم لا يخجلون
بل زادوا فى الإتهامات لدرجة التواطؤ وأن مصر كانت تعلم وأن وزيرة الخارجية الإسرائيلية أخبرت مصر بذلك , ورغم النفي الرسمى لوزيرة الخارجية الإسرائيلية لهذا الأمر إلا أننا نريد أن نسأل سؤالا بسيطا منذ متى تستأذن إسرائيل فى أى اعتداء نفذته عبر ثمانين عاما من تاريخها ؟! وهى التى كانت تنفذ الإعتدءات بابلاغ الولايات المتحدة ـ على سبيل الإخبار فقط ـ ولم تكن تقف عند حد رعاية مصالح دولة أخرى حتى لو كانت الولايات المتحدة ذاتها وليست حادثة إغراق سفينة التجسس الأمريكية { ليبرتى } " 21 " عام 1967 م لمنعها من تصوير اشتعال المعارك على الجبهة الأردنية بالمخالفة للإتفاق مع الولايات المتحدة , فأصدر وزير الدفاع الإسرائيلي وقتها موشي ديان الأمران فى وقت واحد , اقتحام الجيش الإسرائيلي للأردن والإستيلاء على الضفة والقدس وضرب سفينة التجسس ليبرتى لكى لا تكشف مبادرة إسرائيل بمخالفة الإتفاق رغم وقوف الجيش الأردنى على الحياد وليست حادثة جوناثان بولارد ببعيدة أيضا , فهل ستستأذن إسرائيل مصر أو تبلغها وهى لا تعبأ حتى بالولايات المتحدة ؟!
فحماس منذ أن فقدت الحماس بعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي لم تعد تفكر ومعها سائر الفصائل الفلسطينية { أصحاب القضية الأصلية } إلا فى السلطة والحكم .. ولعل الذاكرة تستعيد التهديدات التى انطلقت فور اغتيال القائدين العظيمين وقالوا فيها بالنص { ردنا على اغتيال الشيخ أحمد ياسين سيكون مزلزلا لإسرائيل } وقد صدقوا .. فقد زلزل الرد إسرائيل من كثرة الضحك
ونعود للسؤال المطروح والذى نتحدى أن نجد عليه إجابة منطقية ما هو المطلوب من مصر بالضبط ؟! إن كان المطلوب هو التاريخ فهذا أمر يفرض نفسه على من لديه ذرة من العقل وإن كان المطلوب هو الوقوف والمعونة والمساعدة السياسية , فمصر هى أكبر الدول العربية على الإطلاق فى هذا الشأن وباعتراف صريح من الفلسطينيين والقيادات العربية قاطبة وإن كان المطلوب أن تتدخل مصر بالقوات المسلحة لردع الإعتداء عن غزة , فهذا معناه بالطبع حرب بين مصر وإسرائيل وهذا ما يريدونه قطعا لتكرار مسلسل عام 1967 م عندما كانت صحف لبنان ليل نهار تشتم وتسب جمال عبد الناصر وتتهمه بالإختباء خلف قوات الطوارئ الدولية وعندما استجاب للإستفزاز وقعت الكارثة
ونحن هنا نسأل أيضا ـ والأسئلة كثيرة ـ هل اتحدت القوات الفلسطينية على قلب رجل واحد وتحملوا مسئوليتهم ودخلوا المعارك ثم طلبوا من مصر التدخل فرفضت ؟! قد رأينا محمد دحلان على شاشات الفضائيات يظهر كل يوم من أيام الإعتداء ويبذل جهده للتحسر على الدماء الفلسطينية ومحاولة تبرير موقف حركة فتح وعندما سأله المذيع المصري عمرو أديب أين قوات فتح من الإعتداء" 22 " قام بتعديل أزرار الجاكت الفاخر ثم قال { نحن نلتزم بالمعونة الطبية والسياسية فقط لكن لا استطاعة لنا التدخل بالكوادر العسكرية ؟! } فما الذى يمكن أن نعلق به على هذه العبارات يا ترى ؟!
وحماس التى فضحتها حركة فتح عندما كشفت أنها رفضت التنازل عن موقعها فى السلطة مقابل إيقاف الهجوم على غزة , هل تنتظر من مصر أن تتجاهل وتنسي وتقوم للمرة المليون بالوقوع فى فخ المصالح ولنفرض جدلا أن الخيار العسكري المصري مطروح , أين بقية الأشاوس ؟ وأين الجيوش العربية المليئة بالعزم كقادتها ؟ وهل أعلنوا الحرب الجماعية على إسرائيل ورفضت مصر الإنضمام إلى التحالف ؟! هل ساهم أى جيش عربي بفرقعة بالونة وليس رصاصة ضد حدود إسرائيل ؟!
ولنتمادى فى الفرض الجدل ونتخيل أن الجيش المصري تدخل بالفعل واندلعت الحرب بين الجانبين , هل ستقف الولايات المتحدة ساكنة ؟! إذا كانت الولايات المتحدة لم تقف ساكنة فى حرب 1973 م أيام كان العالم بين قطبين كبيرين وغامرت الولايات المتحدة برفع حالة التأهب النووى بعد أن فتحت خزائنها العسكرية بجسر جوى لم ينقطع وشمل سائر المعدات العسكرية عدا قنابل الليزر فهل ستقف ساكنة الآن وهى القطب الأوحد فى العالم وهل ستكتفي بالجسر الجوى أو أنها ستحتاج أصلا جسرا جويا ؟!. كلا بالطبع .. أتعلمون لماذا ؟! لأن الولايات المتحدة ستعاون إسرائيل بدون الحاجة لجسر جوى بعد أن توافرت لها ثمانية وسبعين قاعدة من القواعد العسكرية العملاقة فى قلب البلاد العربية أكبرها تلك الموجودة فى قطر { موطن قناة الجزيرة الشامخة } ومنها انطلقت القوات الأمريكية لغزو العراق وأفغانستان فى نفس الوقت الذى كانت فيه القيادات الرسمية العربية تستنكر ـ حماها الله ـ التجبر الأمريكى , دونما أن يسأل المستنكرون , أين هى القاعدة الأمريكية التى دنست أرض الكنانة ؟ فيا من سكرتم عن الواقع , إلى متى ؟!
| |
|