أم أنس
الجنس : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 02/01/2009
| |
أم أنس
الجنس : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 02/01/2009
| موضوع: رد: أفيقي يا فتاة الإسلام..!!! الإثنين يناير 12, 2009 3:30 pm | |
| أختاه.. يا فتاة الإسلام..
يقول ربك الذي جعل لك عينين، ولساناً وشفتين وصحة في الأبدان، ونعماً لا تحصى ولا تعد، كل ذلك تفضلاً منه وامتنان يقول سبحانه: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً [الأحزاب:36]، وقضى: أي حكم وأمر.
واعلمي يا فتاة الإسلام أن مما يرضاه الله ويحبه رسوله في حجابك أن يكون مشتملا على شروط معينة لا يتحقق إلا بها وهي كالآتي:
أولاً: أن يكون الحجاب ساترا لجميع البدن، بما في ذلك الوجه، لأنه أعظم فتنة في المرأة، ولأنه مكان جمال المرأة ومجمع محاسنها، قال تعالى: يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ [الأحزاب:59]، والجلباب: هو الثوب السابغ الذي يستر البدن كله. ومعنى الإدناء: هو الإرخاء والسدل، فيكون الحجاب الشرعي: ما ستر جميع البدن.
وإن المتأمل لحال بعض النساء يجد أنهن مع كل أسف يخرجن إلى الأسواق سافرات كاشفات، يرقبن تلك الحظه التي يخرجن فيها من المنزل ليرمين عن كاهلهن ثياب استر والحشمة، ويكشفن عن ثوب الحياء، فيخرجن نحورهن وسواعدهن وأرجلهن، مع ما يحيط بها من أجواء ملبدة بتلك العطورات الفواحة.
فلا أدري ما الذي أبقينه من الحياء الذي هو زينة المرأة وجمالها الحقيقي؟ ثم ماذا عملت يا أخية لتلك اليد الماكرة التي امتدت إلى ثوبك لتشرحه وتقصره تدريجياً؟!
قال : { صنفان من أهل النار لم أرهما.. وذكر: ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة وكذا } [رواه مسلم].
ثانياً: أن يكون كثيفاً غير شفاف، لأن الغرض من الحجاب الستر فإذا لم يكن ساتراً لا يسمى حجاباً، لأنه لا يمنع الرؤية ولا يحجب النظر.
ثالثاً: ألا يكون زينة في نفسه، أو مبهرجا ذا ألوان جذابة يلفت الأنظار، لقوله تعالى: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [النور:31]، ومعنى ما ظهر منها: - والله أعلم - أي بدون قصد ولا تعمد مع تعاهد ستره ومنع انكشافه، فإن كان في ذاته زينة فلا يجوز ارتدائه، ولا يسمى حجاباً، لأن الحجاب هو الذي يمنع ظهور الزينة للأجانب.
رابعاً: أن يكون واسعا غير ضيق، ولا يشف عن البدن ولا يجسمه ولا يظهر أماكن الفتنة.
يا فتاة الإسلام..
لقد امتدت أياد خبيثة إلى حجابك الشريف، وتحت ستار التقدم والحرية عملت تلك الأيادي على نزع وقار الحشمة ورمز العفاف وعنوان الإسلام، وبصورة تدريجية. فما يزال الحجاب والثوب والعباءة تنحسر تدريجياً، وتتقلص عند بعض الفتيات اللاتي وقعن ضحية التهريج الإعلامي الذي يبثه أعداؤنا، وضحية التقليد الأعمى لكل من هب ودب، ممن لم يلبسن الحجاب - تدينا واحتسابا، ولكن لبسنه مجاملة لأعراف المجتمع وعوائده.. فحذار - أخيتي الكريمة - أن تكوني من هؤلاء.
وما يزال خبثهم يتتابع، وموضاتهم تتوالى، فما زلنا نرى تلك الخمر ذات الشريط الشفاف حول العينين، وغيرها كثير. وما زلنا نرى بعض أنواع العباءات، أو ما يسمى بـ (الكاب) وقد طرز بأنماط مختلفة من التطريز الملفت للنظر.. وما تزال أذهان مصممي هذه الأردية تتفتق كل يوم عن جديد.. والله المستعان.
وسأنبئك يا أخية - أن الهوة ستكبر ما دامت فتياتنا غافلات عما يكيده لنا الأعداء.ويا للأسف أن تقع فتاة الإسلام في شراك هؤلاء المفسدين، وتكون حبيسة فخاخهم، شعرت بذلك أو لم تشعر، هذه هي الحقيقة ولو كانت علقماً مرة.
فأفيقي يا فتاة الإسلام، يا حفيدة خديجة وعائشة، واعلمي أن ما يحاك لك مؤامرة مراميها عظام، وإن كانت بدايتها بطيئة ولكن نهايتها سحيقة، والشر لا يأتي دفعة واحدة، فليست الغاية نزع الحجاب فحسب، وإنما إذ انزع الحجاب انكسر كأس الحياء، وانكفأ ماء الوجه وعندها تكون الكارثة، خسارة في الدنيا والآخرة فانظري لما حولنا وحينئذ تدركين الحقيقة.
خامساً: ألا يكون الثوب معطراً، فيه إثارة للرجال لقوله : { إن المرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا } يعني: زانية. [رواه أبو داود وقال الترمذي: حسن صحيح]. وفي رواية النسائي: { أيما امرأة استعطرت فمرت بالقوم ليجدوا ريحها فهي زانية }.
سادساً: ألا يكون الثوب فيه تشبه بالرجال، للحديث: { لعن المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال } [رواه البخاري].
سابعاً: ألا يكون اللباس أو الحجاب ملفتا للنظر بسبب شهرته أو فخامته أو غير ذلك لقوله : { من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب فيه ناراً }.
يا أخية.. اسمعي لقول أمك أم المؤمنين رضي الله عنها عندما سألت النبي : { كيف يصنع النساء بذيولهن؟ - أي أسفل الثياب - قال: يرخينه شبراً قالت: إذاً تنكشف أقدامهم قال: يرخينه ذراعاً ولا يزدن عليه } [حديث صحيح].
يا سبحان الله!! أمهات المؤمنين يطلبن إطالة الثياب، ونساؤنا يقصرنها ولا يبالين!!!
يا فتاة الإسلام:
اعلمي أن هذه الشروط لا بد من توفرها حتى تكون المرأة متحجبة ولربها متعبدة، وبقدر ما تخل به من هذه الشروط بقدر ما يكون بها نسبة من التبرج وتنبهي يا فتاة الإسلام إلى أنه لا بد أن يكون مصاحبا للحجاب اعتقاد بأن هذا العمل إنما هو امتثال لأمر الله سبحانه، وأن أمره مقدم على كل أمر وأن الله لا يأمر إلا بالخير ولا ينهى إلا عن شر وأن أي حكم يخالف أمره فهو جاهلية: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ [المائدة:50].
علامات على الطريق
لهذه التي تتردد في الالتزام بشروط الحجاب، نقول لها اعلمي يا أمة الله أنهذه الشروط مما أحب الله ورسوله وأمر بها، وأبغض من خالفها، فليس لأحد مخالفتها ولا اختيار ولا رأي ولا قول بعد قضائه وحكمه سبحانه، قال تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً [الأحزاب:36]، وأقسم سبحانه فقال: فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً [النساء:65].
وتوعد سبحانه من خالف أمره بالفتنة والعذاب الأليم فقال: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور:63].
ولهذه الفتاة التي تقدم هوى النفس على حكم الله نقول لها: اسمعي وتدبري قول الله تعالى: وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ [ص:26].
ولهذه الجارية التي تدعي حب الله وهي تخالف أمره!! إليها قول الشاعر:
تعصي الإله وأنت تزعم حبه *** هذا لعمري في القياس شنيع
لو كان حبك صادقا لأطعـــته *** إن المحب لمن يحب مطيـع
وقال آخر:
ولو قلت لي: مت، مت سمعا وطاعة *** وقلت لداعي الموت: أهلا ومرحبا
ولهذه الفتاة التي تقلد من غير وعي وتمشي على غير هدى نذكرها بقول الرسول : { من تشبه بقوم فهو منهم } وبقوله: { ليس منا من تشبه بغيرنا } وبقوله: { المرء مع من أحب}.
فهل تحبين يا فتاة الإسلام أن توصفي بغير الإسلام؟!
أختي الكريمة:
الحجاب ليس مظهراً وشكلاً فحسب، بل هو حاجز حقيقي ونفسي ضد كل صور الذوبان في المجتمعات المنحرفة، وضد ألوان الذوبان في المجتمع الرجالي.
إن المرأة المعتزة بالإسلام لا ترى سبباً للتخلي عن خصائص أنوثتها: أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الملك:14].
يقول : { ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء } [متفق عليه].
لقد عرف أعداء الإسلام أن في فساد المرأة وتحللها إفساداً للمجتمع كله. يقول أحد كبار الماسونيين: ( كأس وغانية تفعلان في الأمة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع، فأغرقوهم في حب المادة والشهودة ).
ويقول الآخر: ( يجب علينا أن نكسب المرأة فأي يوم مدت إلينا يدها فزنا وتبدد جيش المنتصرين للدين ).
تحية وبشرى
إلى أختي المسلمة التي تصمد أمام تلك الهجمات البربرية الشرسة.
إلى أختي التي تصفع كل يوم دعاة التحرر بتمسكها والتزامها.
إلى أختي التي تعض على حيائها وعفافها بالنواجذ.
إلى هذه القلعة الشامخة أمام طوفان الباطل وبهرجته.
إلى أختي التي تحتضن كتاب ربها وترفع لواء نبيها قائلة:
بيد العفاف أصون عز حجابي *** وبعصمتي أعدو على أترابي
إليك - يا أختي - بشرى نبيك : { إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء، قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس } وإليك قوله الحق تبارك وتعالى: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعات:41،40].
وإليك - يا أختي - تحية الله للصابرين المؤمنين: سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ [الرعد:24].
( منقول للأمانة) | |
|